جامع سيدي عبدالعزيز أبوعيسى الأثري.. تحفة معمارية في مدينة فوة

يقع جامع سيدى عبدالعزيز أبوعيسى الأثرى فى شارع السوق الكبير بمدينة فوة بمحافظة كفرالشيخ، ويعتبر من المساجد الجامعة، ويُنسب للعارف بالله سيدى عبدالعزيز أبوعيسى.

يرجع تاريخ إنشائه إلى القرن 12 هـ- 18م، وتشير وثائق المحكمة الشرعية إلى وجوده عام 1148 هـ- 1725م.

يحتوى المسجد على واجهتين، إحداهما تطل على شارع أبوعيسى، وهى الشمالية الشرقية، والأخرى على شارع السوق الكبير، وهى الشمالية الغربية، ويوجد بها المدخل الرئيسى، بمحاذاة محور المحراب، وتبلغ فتحته 2.10 متر وارتفاعه 6.15 متر، وهو عبارة عن كتلة بنائية من طوب منجور ذى لونين أحمر وأسود، مع كحلة بيضاء، ويتوسط كتلة المدخل باب خشبى من ضلفتين على جانبيه مكسلتان، كل واحدة منهما 55 سنتيمترًا، ويوجد أعلى الباب الخشبى عتب خشبى به نص تأسيسى للمسجد بخط الثلث فى سطرين: الأول «بسم الله الرحمن الرحيم- إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخشَ إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين»، وفى السطر الثانى «جدد هذا المسجد والمنارة المتوسل بالشفاعة العبد الفقير المعترف بالعجز والتقصير الراجى المغفرة والعفو من الله الشيخ محمد الزينى بن المرحوم الشيخ عبده، غفر الله له وللمسلمين سنة 1176م».

ويعلو هذا النص شباك وسدايب مجمعة على شكل الحشوات المعقلى المائل، ويوجد على يسار المدخل باب آخر أعلاه تجويف متوج بعقد مكثف، وهناك مدخل آخر بالواجهة الشمالية الغربية يقع فى دخلة ضحلة يتوجها عقد مدبب، ويبلغ ارتفاعه 2.5 متر، وهذا المدخل لا يبرز عن سمة جدار الواجهة، وتوجد بالواجهة الرئيسية نافذتان تقعان على المدخل، تبلغ فتحة الأولى 1.40 متر، وارتفاعها 2.10 متر، وبهذه النوافذ ضلف خشبية خالية من الزخارف تتقدمها أسياخ حديدية، أما الجدار الشمالى فتوجد به نافذتان إحداهما تقع بمحاذاة رواق القبة وتبلغ فتحتها 90 سنتيمترًا، وارتفاعها 1.80 متر، والثانية فى محاذاة الرواق الذى يليه وتقع فى داخلة عميقة يبلغ عرضها مترا، يليه باب يؤدى إلى المئذنة فى محاذاة الرواق الثالث من ناحية جدار القبلة، وهناك باب يؤدى لحجرة بها سلم يوصل للكُتاب الملحق بالمسجد، يليه باب يقع بمحاذاة الرواق الأول من ناحية المدخل يؤدى للحجرة التى يعلوها الكتاب، أما الجدار الجنوبى فيحتوى على باب يؤدى إلى الميضأه بمحاذاة الرواق الأول.

ويضيف محمد الملاح، المدير العام الأسبق لمنطقة آثار فوة، بأن المسجد من الداخل يتكون من أربعة أروقه مقسمة بواسطة ثلاث بانكات كانت محمولة على أعمدة، أما بالنسبة لجدار القبلة فيوجد به محراب واحد تبلغ فتحته 1.5 متر، وعمقه 1.40 متر، وارتفاعه 2.60 متر، ويتوجه عقد مدبب وقوام زخرفة طاقيته مخوصات تخرج من قمة العقد وتنتهى بصفوف من المقرنصات، ويوجد على يسار المحراب باب يقع فى دخلة ضحلة يتوجها عقد ثلاثى، وعلى يمين المحراب المنبر الذى سُجل عليه تاريخان، الأول أعلى المنبر 1129هـ ومعه اسم المنشئ أحمد، الثانى فى حشوة أعلى باب الروضة الأيمن 1130هـ مما يدل على أن صناعة هذا المنبر قد استغرقت عاما بأكمله، ويعلو ريشتى المنبر درابزين من الخرط متعدد الأنواع، تكون كل ناحية من خمسة مربعات يحصرها مثلثات، ويفصل بين الحشوات فواصل بها برامق، وقد تعددت أنواع الخرط بها بهذا الدرابزين منها الميمونى ذو الأوكر المربعه والصليبى الذى أحيط بصف، ويوجد على جانبى جلسة الخطيب حشوتان من الخرط المعقلى ذى الأكر المربعة يتوسطه منطقة عيونها أكثر اتساعا مكونة من شكل مستقيم.

أما المئذنة فتقع فى منتصف الجدار الشمالى للجامع وإلى شرقى الكتاب، والحجرة المجاورة لها ويؤدى إليها باب فتحته 90 سنتيمترًا، وارتفاعه 2.20 متر، وهى مربعة حتى السطح تعلوها منطقة مثمنة بها دخلات يكتنف كل منها عمودان مدمجان بالجدار ويعلوها عقد نصف دائرى ويعلوها دخلات مربعة من كل جانب منها يليه شريط من الزخرفة المجدولة باللونين الأحمر والأسود، أما المنطقة التى تحمل غرفة المؤذن وكان بها ثقوب من المقرنصات طمست فى عصور لاحقة، يليها شرفة المؤذن، ويحيط بها درابزين من الحديد ويلى المنطقة المثمنة منطقة مستديرة فتح بها الباب العلوى للمئذنة، ثم تليها منطقة مستديرة تستدق كلما اتجهنا للأعلى يليها الخوذة وهى ملساء، وقد بُنى هذا الجامع على الحافة الجنوبية للتل القديم بالمدينة، وذلك لأن بابه المؤدى إلى الميضأة التى يفتح بابها على الشارع حيث ينخفض عن أرضية الجامع بحوالى مترين.

2024-05-08T04:01:08Z dg43tfdfdgfd